قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون، غير (نصر بن الفتح) هذا، فهو غير معروف إلا بهذا الحديث، ولم يخرج له ابن حبان في " الصحيح" غيره، وهو مما انتقد عليه؛ فأورده الذهبي في ترجمته من " الميزان" وقال (٤/ ٢٥٣) :
(وَضَعَ هذا الحديث. قال ابن حبان في "الأنواع " في أوائل الجلد الثالث:
أخبرنا نصر بن الفتح ... " فساقه بإسناده ومتنه. ثم قال:
" راج هذا على ابن حبان، واعتقد صحته، وهو كذب، وقاضي سمرقند، ذكره ابن أبي حاتم، وما ليَّنَهُ أحد قط ".
قلت: بل قال فيه البخاري:
"معروف الحديث".
ووثقه ابن حبان، وروى عنه ثقتان آخران: عبدة بن سليمان، وأحمد بن منصور المروزي. (انظر " تيسير الانتفاع ") .
قلت: فالعلة من (نصر) هذا شيخ ابن حبان، وقد قعقع عليه الحافظ في "اللسان " فقال عقبه (٦/ ١٥٦) :
(ونصر بن الفتح ما ضعفه أحد قط أيضاً، وهو شيخ ابن حبان، فمن أين للمصنف أن هذا الحديث موضوع؟! نعم؛ هو شاذ لمخالفته الأحاديث الصحيحة في صفة خاتم النبوة، وموضع المخالفة منه ذكر الكتابة، فلعله دخل عليه حديث في حديث، انتقل ذهنه من خاتم الكتب إلى خاتم النبوة (١) . والله أعلم".
(١) يشير إلى حديث أنس: " كان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم (محمد) سطر، و (رسول) سطر، و (الله) سطر ". متفق عليه، ومحو مخرج في "مختصر الشماثل " (٥٨/ ٧٤) .