للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: هذا تعقب لفظي، وخلات شكلي؛ فإن قول الذهبي: "وضع " ليس من الضروري أن يفسر بأنه يعني أنه تعمد الوضع؛ بل هو على وزان الحديث الصحيح: "كذب أبو السنابل " (١) . ولذلك فإني اتبعت هذه السنة مع بعض الناس تحذيراً - كما يأتي قريباً - وكون الشيخ (نصر بن الفتح) ما ضعفه أحد لا يمنع من تخطئته بهذا اللفظ - كما هو ظاهر -، أو بما هو أخف منه؛ كقول الحافظ المتقدم: "شاذ"، أو قولي: " منكر"، بل إن هذا أولى وألصق بعلم (المصطلح) ؛ فإن (الشاذ) فيه: ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو أوثق. و (الشيخ) - وإن لم يصرح أحد بتضعيفه؛ فكذلك - لم يوثقه غير ابن حبان، وهو من تساهله الذي نصوا عليه، كيف لا، وهو لا يعرف إلا بهذا الحديت المنكر الخالف للأحاديث الصحيحة؟!

لهان من الغرائب أن الحافظ وقع في نحو ما أنكره على الذهبي في صدر تعقبه المتقدم عليه؛ فإن الهيثمي - شيخ الحافظ - لما عقب على هذا الحديث في "الموارد" بقوله (ع ٥١٤/ ٢٠٩٧) :

" قلت: اختلط على بعض الرواة (خاتم النبوة) بالخاتم الذي كان يختم به الكتب".

فعلق عليه الحافظ في حاشية الكتاب بقوله:

" البعض هو (إسحاق) ، فهو ضعيف "!

فلقائل أن يعارضه فيقول:

" (إسحاق بن إبراهيم القاضي) ما ضعفه أحد قط أيضاً، وهو شيخ (رجاء ابن مرجى) الحافظ؛ فمن أين له أن هذا الحديث شاذ؟! ".


(١) " الصحيحة " (٣٢٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>