يضاف إلى كل ذلك أنه غيَّر ترتيب فقراته؛ فقدَّم وأخَّر، وغَيَّر من سياق الحديث الصحيح، وهو مخرج في " الإرواء " برقم (٨٨٧) ، ولا يشك عالم بأن النكارة تثبت بأقل من ذلك.
ولجملة القرآن في حديث الترجمة شاهد من حديث علي بنحوه. لكن إسناده واهٍ جداً؛ فيه أربعة من الرواة ما بين مجهول ومطعون - كما سبق بيانه برقم (٢١٦٢) -. وقد أعله المناوي بواحد منهم؛ فأصاب، وبأخر، وهو:(جعفر بن محمد الصادق) ؛ فأخطأ خطأ فاحشاً، شنع عليه الشيخ أحمد الغماري في "المداوي"(١/ ٢٥٠ - ٢٥٢) تشنيعاً شديداً، وحق له ذلك، لكنه اشتط وتعدى؛ فأخذ يطعن في الحافظ الذهبي، ويرميه بالنصب ومعاداة أهل البيت، ومنهم جعفر، ويتهمه بأنه كذاب في ثنائه عليه ويقول بالحرف الواحد:" بل غرضه الأكيد هو جلب الطعن فيه من إخوانه النواصب ... " إلى أخر هرائه. عامله الله بما يستحق.
ولم يكتف بهذا؛ بل إنه نحا نحواً آخر نكاية بالمناوي - ولو على خلاف التحقيق العلمي الذي ينعاه على المناوي -، فوقع فيه تعصباً عليه، ذلك أنه ساق إسناد حديث علي برواية ابن النجار بطوله، ثم من طريق الديلمي، وخنس؛ فلم يتكلم على أحد من رجاله الأربعة! لو أن المناوي فعل مثله في حديث أخر لا يهواه؛ لأقام الدنيا عليه وأقعدها.
بل إنه زاد في الطين بلة؛ فقال:
" ويشهد له في كون حملة القرأن من أهل ظل العرش ما رواه أبو علي بن شاذان في " مشيخته "؛ فقال ... ". فساق إسناده ومتنه، وخنس! أيضاً، وهو