قلت: منكر جداً. اضطرب فيه الرواة سنداً ومتناً واتفق الحفاظ المتقدمون ومن سار سيرهم من المتأخرين على استنكاره وتضعيفه. وخالفهم بعض المتأخرين ضاربين بذلك القواعد العلمية التي منها:(أن الحديث لا يتقوى بالطرق الواهية، ولا بالمضطرب إسناداً ومتناً) ، مع أوهام متنوعة كثيرة وقعت لبعضهم؛ يستقل بعضهم بها، ويقلدهم آخرون في بعضها؛ فهذا مثلاً الهيثمي يقول في " المجمع "(٧/١٨٠) :
" رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي، وكلاهما ضعيف ".
قلت: فقوله: بإسنادين يوهم أنه ليس في طريق (الواسطي) الضعيف (خالد بن عبد الرحمن المخزومي) ، وهذا خلاف الواقع.
غاية ما في الأمر أن (الواسطي) رواه عن خالد بن عبد الرحمن عن علي ابن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة، ورواه علي ابن شعيب الحراني عن خالد بن عبد الرحمن المخزومي فقال: عن عمر بن ذر عن سعيد بن المسيب.
فاختلف (الواسطي) و (علي بن شعيب الحراني) في شيخ المخزومي؛ فجعله الأول:(علي بن زيد بن جدعان) وجعله الآخر (عمر بن ذر) ، أما الأول فقد عرفت تضعيف الهيثمي له، وأما (علي بن شعيب الحراني) ! فنكرة ليس له ذكر في شيء من كتب الرجال.
وقد وقفت على إسناد الطبراني بواسطة " جامع المسانيد " للحافظ ابن كثير (٨/ ٣٣١ - ٣٣٣) ، وقد أخرجه الطبراني في " الأحاديث الطوال " من طريق