ثم إنه تسامح في اقتصاره على تضعيف (خالد المخزومي) ؛ قال البخاري وأبو حاتم:
" ذاهب الحديث ". وقال العقيلي:
" منكر الحديث ". ورماه غيرهم بالوضع.
فإن قيل: هذا حال إسناد الطبراني فما حال إسناد الحكيم؟
قلت: هو مثله أو نحوه وقد وقفت على إسناده في كتاب " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " للشيخ القرطبي (ص ٢٧٧) ، ونقله عنه ابن كثير في "تفسيره "(٢/ ٥٣٥) ، أخرجه من طريق عبد الله بن نافع قال: حدثني ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن سعيد بن المسيب به.
ومن هذا الوجه رواه أبو عثمان الصابوني (١) - كما ذكر الشيخ الغماري في " المداوي "(٣/ ٤٢) - وقال:
" وعبد الرحمن بن أبي عبد الله هو: ابن حرملة فيما أرى. والله أعلم ".
قلت: هذه مجرد دعوى؛ لأنه ليس في الرواة عن سعيد بن المسيب من يسمى (عبد الرحمن بن أبي عبد الله) ، ولا له ذكر في ضيء من كتب الرجال، وانما ادعى ذلك؛ ليوهم القراء أن الحديث قوي.
(١) ومن طريقه أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " (٢/ ٦٨٧ - ٦٨٨) . ومن الظاهر أن الغماري نقله عنه.