" حديث حسن جداً "؛ فهو لا يعني أنه حسن بمجموع طرقه - كما هو المعلوم اصطلاحاً -، وإنما يعني أنه حسن لغة، وهذا استعمال معروف عند بعض الحفاظ؛ ومنهم أبو عمر بن عبد البر، حتى ولو كان من رواية بعض الوضاعين مثل:(تعلموا العلم؛ فإن تعليمه للناس خشية ... ) . قال فيه أبو عمر:
" وهو حديث حسن جداً، ولكن ليس له إسناد قوي ".
وهو مخرج في " الأحاديث الضعيفة " برقم (٥٢٩٣) ، ويؤيده أن (هلالاً أبا جبلة) : نكرة لا يعرف - كما نقله الغماري عن ابن القيم -. على أن الراوي عنه (فرج بن فضالة) : ضعيف، وبهما أعله ابن الجوزي؛ فقال له - بعد أن ساقه من طريقه (١) ، وطريق مخلد بن عبد الواحد المتقدم -:
" وهذا حديث لا يصح؛ أما الطريق الأول: ففيه هلال أبو جبلة، وهو مجهول، وفيه الفرج بن فضالة: قال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به. أما الطريق الثاني: ففيه علي
ابن زيد: قال أحمد ويحيى: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: يهم ويخطئ؛ فاستحق الترك. وفيه مخلد بن عبد الواحد: قال ابن حبان: منكر الحديث جداً، ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات ".
قلت: ويحتمل عندي أنه (هلال بن عبد الرحمن) المتقدم برقم (٥) ، والذي استنكر حديثه العقيلي. والله أعلم.
(١) وكذا ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (٣٤/٤٠٦ - ٤٠٧) .