للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومن الغرائب ما نقله الغماري عن السخاوي قال:

" وذكر الشيخ العارف أبو ثابت محمد بن عبد الملك الأيلي ... أن هذا الحديث وإن كان غريباً عند أهل الحديث؛ فهو صحيح لا شك فيه ولا ريب، حصل له العلم القطعي بصحته من طريق الكشف في كثير من وقائعه وأحواله ".

قلت: وغمز من هذا الكلام الحافظ السخاوي بقوله - وهو من تمام نقل الغماري -:

" كذا قال! والعلم عند الله تعالى ".

قلت: ووجهه الاعتراف بأن الخلاف بين أهل الحديث - فضعفوه -، وبن أهل التصوف - فصححوه بطريق الكشف -، وهذا هو الذي حمل الغماري على أن يسود تسع صفحات كبار في تخريج، الحديث، ويحشر فيه ما هب ودب؛ موهماً بذلك تقوية الحديث على طريقة حفاظ الحديث، حتى وصل به الأمر أن يستقوي بعلي

ابن بشر الذي كذب على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فزعم أنه قال:

" رأيت في الجنة ذئباً ". متجاهلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم:

" من حدث عني بحديث يرى أنه كذب؛ فهو أحد الكاذبين".

رواه مسلم وغيره.

وبهذه المناسبة؛ انظر فصلاً هاماً في كتابي " تمام المنة " (ص ٣٢ - ٣٤) بعنوان " لا يجوز ذكر الحديث إلا مع بيان ضعفه ". فتحته كلام هام لابن حبان وابن عبد الهادي في التحذير من رواية الأحاديث الضعيفة والسكوت عنها. ومما تقدم يتضح وضوحاً لا خفاء فيه أن الرجل يخالف علم الحديث تأصيلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>