وتفريعاً، وأنه إنما يتبع هواه المدعم بالكشف الصوفي الذي لا ضوابط له ولا قواعد؛ مثل النقد العقلاني المستند صاحبه إلى عقله، ولا شيء غيره سوى الهوى.
بقي النظر في من حسّن الأحاديث بدعوى:(أن أصول السنة تشهد له) ! ويحمل راية ذلك: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية.
فأقول: غفر الله لهما؛ فإنهما يعلمان أن الأصول لا تثبت بها الفروع المتنوعة المعاني - كهذا الحديث -.
وأضرب على ذلك مثالاً واضحاً:
قال تعالى:{اذكررا الله ذكراً كثيراً} ، فهذا أصل، ومن الأحاديث الواردة في الذكر، - ويعتبر فرعاً داخلاً بعموم الآية - الحديث الذي وضعه أحد الكذابين، - ولعله كان من الصوفية الرقصة أصحاب القصع - بلفظ:
" أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة "، وهو مخرج في " الضعيفة " برقم (١١٥) ؛ فالفروع إذا كان فيها معان زائدة أحكاماً أو أخباراً - وبخاصة إذا كانت من الأخبار الغيبية المتعلقة بأمور الآخرة كهذا الحديث -؛ فلا يكفي لتصحيحها أن يقال:(إن أصول السنة تشهد لها) !
وإن مما يؤكد ذلك تعقيب ابن القيم على الحديث في " الوابل الصيب "؛ فقد ساق عشرة أحاديث، وكثيراً من الآثار في فضل الذكر في الحياة الدنيا؛ مثل: أن الذاكر يحوز نفسه من الشيطان، وقراءة آية الكرسي عند النوم، وغيرها. فهذه الأحاديث في واد، وحديث الترجمة في واد آخر.
نعم، أنا لا أنكر أن لبعض الأعمال الصالحة فضائل خاصة بعد الموت مثل