للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إسرائيل قال: حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى صلى الله عليه وسلم على المنبر قال: فذكره.

وأخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (١٧/١٩٠/٢) عن إسحاق به، ثم قال:

تابعه يحيى بن معين عن هشام، ورواه معمر عن الحكم فجعله من قول عكرمة.

قلت: ثم ساقه هو وابن جرير (٥٧٧٩) من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله: " لا تأخذه سنة ولا نوم " أن موسى سأل الملائكة: هل ينام الله؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا.. الحديث مثله.

قلت: وآفة هذا الحديث عندي الحكم بن أبان هذا، وهو العدني فإنه وإن كان وثقه جماعة كابن معين وغيره، فقد قال ابن المبارك: ارم به، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال:

ربما أخطأ، وقال الحافظ في " التقريب ":

صدوق عابد وله أوهام.

قلت: فالظاهر من مجموع كلام الأئمة فيه ما أشار إليه الحافظ: أنه كان ثقة في نفسه، ولكنه كان يخطىء أحيانا بسبب شيء في حفظه، ولعله أتي من كثرة عبادته وغلوه فيها، كما هو المعهود في أمثاله من الصالحين! فقد روى ابن أبي حاتم (١/٢/١١٣) بسند صحيح عن ابن عيينة قال: قدم علينا يوسف بن يعقوب قاض كان لأهل اليمن وكان يذكر منه صلاح (١) فسألته عن الحكم بن أبان فقال: ذاك سيد أهل اليمن، كان يصلي من الليل، فإذا غلبته عيناه نزل إلى البحر، فقام في الماء يسبح مع دواب البحر!


(١) ترجمه ابن أبي حاتم (٤/٢/٢٣٣) وذكر عن أبيه أنه قال: " لا أعرفه، هو شيخ مجهول ". وقال الذهبي عقبه: " قلت: كان قاضي صنعاء ومفتيها، وهو صدوق إن شاء الله ". وأقره الحافظ في " اللسان " قلت: وقد توبع على هذا الخبر، فراجع له " الحلية " (١٠/١٤١) . اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>