وللحديث طريق أخرى عن أنس، فقال البخاري في " الأدب المفرد "(رقم ١٢٠١) :
حدثنا إسحاق قال: حدثنا بقية عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أنس بن مالك قال: فذكره.
وكذلك رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة "(رقم ٦٨) عن النسائي، وهذا في " العمل " أيضا رقم (٩) : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم به، إلا أنه وقع فيه: بقية بن الوليد: حدثني مسلم بن زياد.
فصرح بقية بالتحديث، وما أراه محفوظا، ولعله خطأ من بعض النساخ، فإن الطريق مدارها كما ترى على إسحاق بن إبراهيم، وهو ابن راهويه، فالبخاري قال في روايته:(عن) ، وهو الصواب، فقد أخرجه أبو داود (٢/٦١٥) والترمذي (٤/٢٥٨)(١) من طريقين آخرين صحيحين عن بقية عن مسلم بن زياد به نحوه وزاد بعد قوله: " لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ".
وهي عند النسائي أيضا، وقالا بدل قوله:" أعتق الله ربعه ... "" إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك، وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك الليلة من ذنب ".
فلهذه الطريق علتان أيضا:
إحداهما: عنعنة بقية، فإنه كان معروفا بالتدليس.
والأخرى: جهالة مسلم بن زياد هذا، قال ابن القطان: حاله مجهول.
(١) وأخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " (١٠/١١٩) وقال: وفيه بقية وهو مدلس. اهـ.