حسن نية منه، بل هل يستطيع أحد أن يدعي أن تأليفه للرسالة من أصلها لم يكن عن سوء نية، وسواد طوية، بعدما تقدم من البينات على ذلك، وبخاصة بعد أن نقل هو نفسه عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب تضعيفه لعطية كما تقدم؟!
لا أعتقد أن أحداً يستطيع ذلك، ولو كان من المبالغين في إحسان الظن بالناس، كذاك الصوفي الذي زعموا إنه رآه بعضهم يبكي في الطريق، فلما سئل؟ قال مشيراً إلى رجل وامرأة يتسافدان على جانب الطريق:
أبكي شفقة على لهذين الزوجين (!) إذ لم يجدا بيتاً يستتران فيه لقضاء حاجتهما!!
ثالثاً وأخيراً: وهو الأمر الآخر الذي سبقت الِإشارة إليه في قوله:
"تقوية بعض روايات الحديث ... ".
فقال (ص ٢٣) :
"تحسين بعض الحفاظ حديث: ( ... اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك) ".
ثم نقل تحسينه عن الحافظ العراقي،- وأبي الحسن المقدسي- شيخ المنذري-، والدمياطي.
والجواب من وجوه:
الأول: قد سبق آنفاً تحقيق أن عطية الذي في لهذا الحديث الذي