شهاب الحناط واسمه عبد ربه بن نافع الكتاني من رجال الشيخين.
ومن المحتمل أن يكون هذا الاختلاف على العلاء بن المسيب ليس من الرواة عنه، بل منه نفسه، لأنه مع كونه ثقة، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، حتى قال الحافظ في " التقريب ":
" ثقة ربما وهم ".
قلت: فمن الممكن أن يكون وهم في قوله في هذا الإسناد: عن عمرو بن مرة [عن أبي عبيدة] عن أبي موسى، وإذا كان قد صح عنه على الوجه الآخر " عن عمرو عن أبي عبيدة عن ابن مسعود ". فالقلب يطمئن لهذه الرواية دون تلك لموافقتها لرواية علي بن بذيمة وسالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
وعلى ذلك، فإسناد الطحاوي وكذا الطبراني عن أبي موسى يكون شاذا، فلا يكون صحيحا، وهذا إذا سلم من الانقطاع بين عمرو بن مرة وأبي موسى على ما سبق بيانه.
وإذا تبين هذا فالمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود فهو على هذا إسناد ضعيف منقطع. قال المنذري في " الترغيب "(٤/١٧٠) :
" أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وقيل: سمع ".
قلت: والصواب الأول، فقد قال شعبة عن عمرو بن مرة: سألت أبا عبيدة: هل تذكر من عبد الله شيئا؟ قال: لا. وقال الترمذي: لا يعرف اسمه، ولم يسمع من أبيه شيئا. وكذلك قال ابن حبان: إنه لم يسمع من أبيه شيئا. وبهذا جزم الحافظ المزي في " تهذيب التهذيب "، وتبعه الحافظ في " تهذيبه ".
قلت: فقول الترمذي عقب الحديث:
" حديث حسن غريب ".
مما يتعارض مع الانقطاع الذي اعترف به هو نفسه. وذلك من تساهله الذي عرف به.