للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

" هو في الشاميين أحسن حالا مما روى عن المدينيين وغيرهم ".

ونحوه عن أبي داود. وقال ابن المديني:

" كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام، فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه

ضعف ".

وفي رواية ابنه عبد الله عنه:

" خلط في حديثه عن أهل العراق ".

وقال ابن عدي:

" وحديثه عن الشاميين مستقيم وهو في الجملة ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث

الشاميين خاصة " (١) .

وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب ":

" وضعف روايته عن غير الشاميين أيضا النسائي وأبو أحمد الحاكم والبرقي

والساجي ".

قلت: والبخاري أيضا، ونص كلامه كما في " تاريخ بغداد " (٦/٢٢٤) :

" إذا حدث عن أهل بلده فصحيح، وإذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر ".

فهذه النقول عن هؤلاء الفحول تؤيد ما ذهبنا إليه، وهو المشهور عند المشتغلين

بعلم السنة كما قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم ".

وقد أفسد جملته الأخيرة المحشي عليه حيث قال:

" مخلط في غيرهم. أي عن أهل الحجاز ".

وهذا خطأ كخطأ ابن تيمية، وقصد الحافظ بعبارته أوسع من ذلك. ولم أجد من

سبق شيخ الإسلام إلى القول بأن حديثه عن الشاميين وغيرهم إلا الحجازيين صحيح.

وقد بين ابن حبان سبب ضعفه في غير الشاميين بقوله في " الضعفاء " (١/١٢٥) :

" كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حداثته، فلما كبر تغير حفظه، فما حفظ


(١) وانظر كلامه في الحديث الآتي (١١٩٧) . اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>