عن عمرو بن أبي قيس، وأبو داود وعنه البيهقي عن إبراهيم بن طهمان ثلاثتهم
عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن
عبد المطلب قال:
" كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرت بهم سحابة
، فنظر إليها فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: السحاب، قال: " والمزن؟ "
قالوا: والمزن، قال: " والعنان؟ " قالوا: والعنان، قال: " هل تدرون.. ".
وخالفهم في الإسناد والمتن شعيب بن خالد فقال: حدثني سماك بن حرب عن
عبد الله بن عميرة عن عباس به، فأسقط منه الأحنف، فهذه مخالفته في السند.
وأما مخالفته في المتن، فقال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى
سماء مسيرة خمسمائة سنة ".
أخرجه الحاكم (٢/٣٧٨) وأحمد (١/٢٠٦) من طريق يحيى بن العلاء عن عمه شعيب
ابن خالد.
قلت: وشعيب هذل ليس به بأس كما قال النسائي وغيره. فالعلة من ابن أخته يحيى
ابن العلاء فإنه متروك متهم كما تقدم غير مرة، فلا يعتد بمخالفته، وقول
الحاكم عقبه:
" صحيح الإسناد "! فمن أوهامه، وليس ذلك غريبا منه، وإنما الغريب موافقة
الذهبي إياه على تصحيحه، مع أنه قد أورد ابن العلاء هذا في " الميزان " وذكر
نقولا كثيرة عن الأئمة في توهينه، منها قول أحمد:
" كذاب يضع الحديث ".
ويقابل هذا بعض الشيء إعلال الحافظ المنذري للحديث في " مختصر السنن " بقوله (
٧/٩٣) :
" وفي إسناده الوليد بن أبي ثور، ولا يحتج بحديثه ".
وليس ذلك منه بجيد، فقد تابعه إبراهيم بن طهمان، وهو ثقة محتج به في "
الصحيحين "، وهذه المتابعة في " سنن أبي داود " الذي اختصره المنذري فكيف
خفيت عليه؟ ! ولذلك قال ابن القيم في " تهذيب السنن " (٧/٩٢) :