" قلت لعلقمة: إن لنا جيرانا يشربون الخمر، وأنا داع لهم الشرط فيأخذونهم،
فقال: لا تفعل، ولكن عظهم وتهددهم، قال: ففعل، فلم ينتهو ا، قال: فجاء
دخين فقال: إني نهيتهم فلم ينتهو ا، وأنا داع لهم الشرط، فقال عقبة: ويحك
لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:.. " فذكره.
أخرجه أبو داود (٤٨٩٢) وأحمد (٤/١٥٣) والخلال في " الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر " (ق ٧ - ٨) ، لكن سقط منه أومن خطي الذي نقلت عنه حرف "
عن " بين أبي الهيثم ودخين، فصار هكذا " عن أبي الهيثم دخين " وكذلك وقع في
" الترغيب " (٣/١٧٥) لكن على التقديم والتأخير " دخين أبي الهيثم " وعزاه
لأبي داود والنسائي وابن حبان والحاكم، ثم قال:
" رجال أسانيدهم ثقات، لكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافا كثيرا ذكرت
بعضه في مختصر (السنن) ".
قلت: فالظاهر أن ما في " الأمر بالمعروف " وجه من وجوه الاختلاف الذي أشار
إليه المنذري، وكتاب ابن حبان قد رتبه الهيثمي مقتصرا على زوائده على
الصحيحين، ومن المفروض أن يكون الحديث فيه، لكن لا تطوله الآن يدي. وأما
النسائي فإنما أخرجه في " الكبرى " له وهي غير مطبوعة، وفي المكتبة الظاهرية
أجزاء قليلة منها.
ثم رأيت الحديث في " زوائد ابن حبان " (١٤٩٢) من طريق الليث فإذا هو مثل ما
جاء في " الترغيب ".
ومما يرجح الرواية الأولى التي لم يذكر فيها " دخين " اتفاق ابن المبارك وابن
وهب عليها عن إبراهيم بن نشيط، وأن ابن لهيعة قد تابع إبراهيم عليها، فقال:
حدثنا كعب بن علقمة عن مولى لعقبة بن عامر يقال له: أبو كثير قال: لقيت عقبة
ابن عامر، فأخبرته أن لنا جيرانا يشربون الخمر.. الحديث.
كذا قال، وهو من أوهام ابن لهيعة، والصواب كثير كما تقدم.
أخرجه أحمد (٤/١٤٧ و١٥٨) .
وعلى كل حال فمدار الحديث على كثير وهو مجهول، فهو علة الحديث كما سبق.
ورواه إسحاق بن سعيد الأركون القرشي: نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن