للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

" الصحابة "

كابن عبد البر وغيره كلهم ذكروا أن الحديث من رواية صفية ودحيبة عن أبيهما

عنه، وقد عزاه أحدهم للأدب المفرد والطيالسي، وهو الحافظ ابن حجر (١) ،

وتبعه السيوطي، فقال في " الجامع الكبير " (١/٤/١) :

" رواه البخاري في " الأدب " وابن سعد والباوردي والبغوي والبيهقي في "

شعب الإيمان " من طريق صفية ودحيبة ابنتي عليبة بن حرملة بن عبد الله بن أوس

عن أبيهما عن جدهما رضي الله عنه. قال البغوي: ولا أعلم له غيره ".

ولكن يعارض هذا أن ابن أبي حاتم قال في ترجمة حرملة من كتابه (١/٢/٢٧٢) :

" بصري له صحبة، روى عنه صفية ودحيبة ابنتا عليبة، سمعت أبي يقول ذلك، قال

أبو محمد: روى عنه حبان بن عاصم ".

وعلى هذا جرى الحافظ في " التهذيب " وغيره، خلافا لصنيعه في " الإصابة " كما

سبقت الإشارة إليه، ولا أعلم مستندا لهذا سوى رواية عبد الله بن حسان هذه،

وهي مضطربة كما رأيت، ولعل ذلك منه؛ فإنه غير معروف بالضبط والحفظ، ولا

سيما قد خولف من ضرغامة كما سبق.

وجملة القول: أن الحديث ضعيف لا يثبت، لأنه منقطع أومجهول.

فقول الحافظ في " الإصابة ":

" وحديثه في " الأدب المفرد " للبخاري و" مسند أبي داود الطيالسي " وغيرهما

بإسناد حسن ".

فهو غير حسن، كيف وهو الذي قال في عبد الله بن حسان: " مقبول " كما تقدم؟ !

فإن قيل: إنما حسنه بمجموع الطريقين أحدهما عند البخاري والآخر عند الطيالسي.

قلت: يمنع من ذلك الاختلاف الذي بينهما، كما سبق شرحه، وتلخيص ذلك أن رواية

ابن حسان إن كان المحفوظ فيها إسقاط عليبة من الإسناد، فقد خالفه ضرغامة،

وليس فيهما حافظ ليصار إلى ترجيح رواية أحدهما على رواية الآخر، وإن كان

المحفوظ


(١) انظر " الاستيعاب " (١/١٣٩) و" أسد الغابة " (١/٣٩٧) و" الإصابة " (٢/٢) . اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>