أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، ابن عياش فمن فوقه من رجال البخاري، واللذان دونه ترجمهما الخطيب في " التاريخ "(١٠ / ٣٦ و١١ / ٨٦) . والقاضي عبد الله بن محمد بن عمر، ترجمه أبو نعيم في " أخبار أصبهان "(٢ / ٨٨) ، وذكر أن وفاته كانت سنة (٣٦٢) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. فهو علة هذا الإسناد.
وقد خولف في متنه، فأخرجه الخطيب (١١ / ٨٦) من طريق عبد الله بن العباس الشطوي: حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزي حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن زيد السكري ... بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي يوم أحد، فقيل: يا رسول الله! (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) ، فقال:" حسبنا الله ونعم الوكيل ". فأنزل الله تعالى:" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ". ورجاله ثقات، غير الشطوي هذا، فلم أعرفه. وإبراهيم بن موسى الجوزي، ويقال:(التوزي) وثقه الخطيب أيضا (٦ / ١٨٧) وقد جاء من طريق أخرى عنه، فقال ابن مردويه: حدثنا محمد بن معمر حدثنا إبراهيم بن موسى التوزي به. ذكره ابن كثير في تفسير الآية. لكن محمد بن معمر هذا مجهول أيضا، فقد ساق له الخطيب حديثا (٣ / ٣٠٤) عن يحيى بن حفص ابن أخي هلال الكوفي بسنده عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: " من شارك ذميا فتواضع له.. " الحديث. وقال عقبه:" حديث منكر لم أكتبه إلا بهذا الإسناد ".
واتهم الذهبي به ابن معمر هذا أوشيخه، فقال في ترجمته:" لا يعرف ... ". ثم ساق له هذا الحديث، وقال: