" آفته يحيى، وإلا فالسامي، فإنه مجهول الحال أيضا ". وأقول: لعل تعصيب الآفة بيحيى أولى، لأن السامي قد روى عنه اثنان، أحدهما: محمد بن مخلد العطار الراوي لهذا عنه، والآخر: ابن مردويه كما تقدم. وقد خولف ابن زياد أوزيد في إسناد الحديث ومتنه، فقال أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:" إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ". أخرجه البخاري (٤٥٦٣) والحاكم (٢ / ٢٩٨) وقال: " صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه "! ووافقه الذهبي! قلت: وقد وهما وهما ظاهرا، وهو استدراكه على البخاري وقد أخرجه! ووهما وهما آخر، تصحيحه على شرط مسلم أيضا، فإن أبا بكر هذا لم يخرج له مسلم شيئا إلا في المقدمة، وقد تكلموا فيه كثيرا، فقال الذهبي في " الميزان ": " أحد الأئمة الأعلام، صدوق ثبت في القراءة، لكنه في الحديث يغلط ويهم، وقد أخرج له البخاري، وهو صالح الحديث ". وقال الحافظ ابن حجر:" ثقة عابد، إلا أنه لما كابر ساء حفظه، وكتابه صحيح ". وقد تابعه على بعضه إسرائيل عن أبي حصين به، ولفظه:" كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: (حسبي الله ونعم الوكيل) ". أخرجه البخاري (٤٥٦٤) : حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل. وهذا اللفظ هو في رواية الحاكم المتقدمة عن أبي بكر. وخالف مالكا في إسناده ومتنه سلام بن سليمان الدمشقي، فقال: حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.