" لوكان الدين ... ".
وسيأتي حديثه المشار إليه برقم (٢٠٥٤) ، ثم قال ابن عدي في آخر ترجمته: "
وشهر ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولا يعتبر به ".
وبالجملة، فهذه الطريق ضعيفة، لضعف شهر، وجهالة الحسن بن جبلة، والإسناد
الذي قبله عن أبي صالح موصولا أصح منه، لولا أني لم أعرف عبد الله بن محمد بن
عطاء شيخ أبي نعيم. وشيخه أحمد بن عمرو البزاز (أظنه البزار بالراء بعد
الزاي) وهو الحافظ المشهور صاحب المسند المعروف به، وهو ثقة في حفظه شيء.
وشيخه السري بن محمد، لم أعرفه، لكني أظن أن (محمد) محرف من (يحيى)
، فهو السري بن يحيى الكوفي، فقد ذكره ابن أبي حاتم (٢ / ١ / ٢٨٥) فيمن روى
عن قبيصة، وقال: " وكان صدوقا ". وذكره ابن حبان في " الثقات " (٨ / ٣٠٢
) . ثم إن لفظ هذا الإسناد الأصح أقرب إلى الصواب من لفظ حديث الترجمة، وقريب
منه ما ذكره الحافظ في ترجمة سلمان من " الإصابة " أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لأبي الدرداء: " سلمان أفقه منك ". ولم يذكر من أخرجه. والخلاصة، أن
الرواة اضطربوا في ضبط هذه الجملة من الحديث، فأقربها ما عند الحافظ، ثم لفظ
رواية أبي صالح المسندة، ثم لفظ حديث الترجمة، بل هو منكر عندي لما فيه من
المبالغة، ولمخالفته للألفاظ الأخرى. بل هي كلها مخالفة لرواية البخاري لهذه
القصة في " صحيحه " (١٩٦٨) بنحوما تقدم، وفي آخرها قوله صلى الله عليه
وسلم لأبي الدرداء: " صدق سلمان ". فهذا مما يجعلنا نرتاب في ثبوت شيء من
الألفاظ المذكورة، وبخاصة لفظ الترجمة والله سبحانه وتعالى أعلم.