للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما البخاري وابن أبي حاتم؛ فلم يذكروا فيه أكثر من روايته عن أبيه وعكرمة

" أهـ.

قلت: ولعل قوله: " أبيه " و" عكرمة " مقحم من الناس، فإن إثباتهما في ما

تقدم من كلامه، والصواب: " ابن عباس " مكان " عكرمة ". والله أعلم.

ثم إني لأعجب أشد العجب من أسلوب الإمام الطبري في تصحيح الأحاديث في كتابه

المذكور " تهذيب الآثار "، فقد رأيت له فيه عشرات الأحاديث يصرح بصحتها عنده،

ولا يتكلم على ذلك بتوثيق، بل يتبعه بحكايته عن العلماء الآخرين تضعيفه،

وبكلامهم في إعلاله، ولا يرده، بحيث أن القارىء يميل إليهم دونه! فما

أشبهه فيه بإسلوب الرازي في رده على المعتزلة في " تفسيره "؛ يحكي شبهاتهم على

أهل السنة، ثم يعجز عن ردها!

والواقع أن النفس لم تطمئن لهذا الحديث؛ لغرابته، وشبهة الانقطاع بين زيد

ابن الحسن وأبيه، فإن هذا مات سنة (٥٠) وزيد في (١٢٠) ، ما يبعد ثبوت

سماعه منه. وأما ابن عباس فمات (٦٨) .

وأيضا فـ (حسين بن زيد) أورده الذهبي في " المغني وقال:

" قال أبو حاتم: تعرف وتنكر ".

وأيضا فـ (زيد بن الحسن) نفسه على جلالته، لم يوثقه غير ابن حبان (٤/٢٤٥)

، ولم يروعنه كبير ثقة!

ومنه يتبين تساهل الهيثمي بقوله في كل من رواية الطبراني وأبي يعلى (١/٢٣٤) :

" وإسناده حسن "!

<<  <  ج: ص:  >  >>