" روى عنه مكحول في (التزويج) ، متن منكر، وإسناد مقلوب "!
قلت: فلا أدري كيف يكون ثقة من روى مثل هذا الحديث المنكر، ولم يذكر له هو ولا غيره من الأحاديث حتى يمكن أن يقال فيه - مثلا -: إنها مستقيمة، ومن أجلها وثقه، ولم يضره تفرده بهذا الحديث المنكر؛ كان يمكن أن يقال هذا، ولكن أين له مثل هذه الأحاديث؟!
والحق أن هذا مثال من عشرات الأمثلة إن لم أقل: مئاتها التي تدل على تساهل ابن حبان في التوثيق، والنية متوجهة لتفصيل القول في ذلك في مقدمة كتابي الجديد الذي أنا في صدد تحضيره بعنوان " تيسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان " يسر الله لي إتمامه ثم نشره بمنه وكرمه.
ثم إن الحديث قد روي من طريق أخرى عن عطية بن بسر المازني قال:
" جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عكاف! ألك زوجة؟ .... " الحديث بتمامه.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده "(٤/١٦٢٦) ، وبحشل في " تاريخ واسط "(ص ٢٠١) والطبراني في " المعجم الكبير "(١٨/٨٥ - ٨٦) ، والبيهقي في " شعب الإيمان "(٢/١٣٤/١) من طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بسر المازني.... وقال البيهقي عقبه:
" لفظ حديث ابن عبدان؛ غير أنه قال:(عطية بن قيس) ، وإنما هو عطية بن بسر أخو عبد الله بن بسر ".
قلت: يشير إلى أنه - كأخيه - صحابي، وهو ما صرح به جمع، منهم ابن