ثم روى عن سلم بن سالم عن العرزمي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا:
" كان له ثلاث قلانس: قلنسوة بيضاء مضرية، وقلنسوة برد حبرة، وقلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر، وربما وضعها بين يديه إذا صلى ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، العزومي اسمه محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان؛ وهو متروك كما في " التقريب "، وسلم بن سالم ضعيف.
وعزاه السيوطي للروياني وابن عساكر عن ابن عباس بأتم منه.
(تنبيه) : لقد اقتطع الشيخ عبد الله الغماري في رسالته " إزالة الالتباس " من رواية العرزمي المتقدمة الجملتين الأخيرتين منه، وجعلهما حديثا مستقلا بلفظ: عن ابن عمر قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر، وربما وضعها بين يديه إذا صلى ".
وقال عقبه:
" رواه الطبراني وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب ".
قلت: وهذا خلط غريب، لكن صدوره من الغماري ليس بعجيب، فإن ذلك من عادته في كثير من كتيباته، حتى ما كان منها لا يتجاوز عدد أوراقها الأربعين ومن القياس الصغير جدا كرسالته هذه، فلينظر القارىء الكريم معي الآن ما في هذا التخريج - على إيجازه - من اللخطبة إن لم نقل الكذب المتعمد؛ لحاجة في نفسه!
أولا: ليس في حديث ابن عمر زيادة وضع القلنسوة بين يديه صلى الله عليه وسلم كما رأيت في تخريجي إياه، وإنما هي في حديث ابن عباس.
ثانيا: ليست الزيادة المذكورة عند الطبراني والبيهقي كما زعم.