أما السند؛ ففي الأول قال: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وفي هذا قال: عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة.
وأما المتن؛ ففي الأول قال:" رفع يديه بعد ما سلم "، وفي هذا قال:" دبر صلاة الظهر ".
وهذا ليس صريحا في أنه بعد السلام؛ فإن قوله:" دبر " يحتمل أنه آخر الصلاة قبل السلام، ويحتمل أنه بعد السلام، ولو أن عليا هذا كان ثقة لحملنا روايته هذه على الأولى من باب حمل المجمل على المفصل، ولكنه لما كان ضعيفا سيىء الحفظ؛ لم يضبط الحديث فاضطرب فيه هكذا وهكذا سندا ومتنا.
ولو فرضنا أنه لم يضطرب في متنه أو ساغ حمل الأخرى على الأولى؛ فالجواب من الوجه التالي وهو:
الآخر: أن عليا هذا مع ضعفه قد خالفه في متنه جبل الحفظ الإمام الزهري فقال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: أنهما سمعا أبا هريرة يقول:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم يقول وهو قائم: اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام ... " الحديث.
أخرجه البخاري في " التفسير "، ومسلم في " الصلاة "، وابن حبان (١٩٦٩) ، وابن جرير (٧٨٢١) وغيرهم.