قلت: وكأنه يشير إلى نكارته، وهو بها حري. ومن تلك الأحاديث التي أشار إليها قوله صلى الله عليه وسلم:" ولا تسبوا أصحابي.... " الحديث؛ وهو مخرج في " ظلال الجنة "(٢/٤٧٨-٤٧٩) برواية الشيخين وغيرهما. وله شواهد خرجت بعضها في " الصحيحة "(٤/٥٥٦/١٩٢٣) .
(تنبيه) : لقد خلط الأخ الداراني المعلق على " موارد الظمآن " في هذا الحديث بين راويه (عبد الله بن عبد الرحمن) وبين آخر في طبقته وهو (عبد الله ابن عبد الرحمن الرومي) وكلاهما في " ثقات ابن حبان "، الأول هو فيه برقم (٥/٤٦) ، والآخر برقم (٥/١٧) برواية آخر عنه وهو حماد بن زيد، وذاك كما سبق برواية عبيدة بن أبي رائطة، فجعلهما المومى إليه واحدا، وبناء على ذلك حسن إسناده! وقال (٧/٢٢٦) :
" وقد روى عنه أكثر من واحد، وذكره ابن حبان في " الثقات " (٥/١٧) ، وحسن الترمذي حديثه "!
قلت: فالرقم (٥/١٧) يشير إلى ترجمة الرومي الذي روى عنه حماد بن زيد كما سبق، ولا علاقة له بهذا الحديث، فهو بذلك قد خالف جميع الحفاظ المتقدمين منهم والمتأخرين في تفريقهم بين الترجمتين. وإنما أوفعه في ذلك إعجابه برأيه، واغتراره بما وقع في مطبوعة " الثقات " من زيادتين بين معكوفتين، أظهر التحقيق الذي أجريته عليه أنهما زيادتان منقولتان سهوا من بعض النساخ من الترجمة الأخري! وأودعت ذلك في كتابي " تسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان " يسر الله إتمامه.
وأما قوله:" وحسن الترمذي حديثه " فقد عرفت من التخريج أن نسخ الترمذي مختلفة في إثبات التحسين، وأن أكثر الحفاظ نقلوا عنه استغرابه