للحديث دون التحسين، وهو اللائق بحال راويه المجهول عند الحفاظ كابن معين وغيره ممن تقدم ذكره على الاختلاف في ضبط اسمه كما تقدم بيانه.
ومن غرائب المومى إليه أنه بعد أن نقل عن الترمذي قوله:" حسن غريب " أتبعه بقوله: " وانظر " تحفة الأشراف " برقم ... وجامع الأصول برقم ... وابن كثير ٥/٥١٤ ".
وقد عرفت مما سبق أن " التحفة " و " ابن كثير " إنما نقلا عنه الاستغراب فقط! وأما " جامع الأصول " فليس فيه إلا قوله: " أخرجه الترمذي "! فهل في ذلك تدليس على القراء وإيهامهم بما يخالف الواقع، أم هي الحداثة في هذا العلم؟ أم هو تكثير السطور وتضخيم الكتاب بدون فائدة؟ !
ثم رأيت المناوي في " التيسير " قد لخص الكلام جدا في الإشارة إلى علة الحديث فقال:
" وفي إسناده اضطراب وغرابة ".
ثم رأيت ابن حبان قد سبق إلى ذاك الوهم؛ فقال عقب الحديث في " الإحسان "(٩/١٨٩) :
" هذا عبد الله بن عبد الرحمن الرومي، بصري روى عنه حماد بن زيد ".
فخالف بهذا التفريق الذي جرى عليه في " ثقاته " تبعا للامام البخاري وغيره، كما سبق بيانه. وقد نبه على هذا المعلق على " الإحسان "(١٦/٢٤٥) ، مشيرا إلى ذلك بالرقمين المتقدمين (٥/١٧و٤٦) ، ولكنه لم يتنبه للخلط الذي وقع في الترجمة الأولى كما تقدم التنبيه عليه.