" عرفة مجهول، ولا يبين سماعه من أبي موسى، وفي هذا رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضا ".
وقال الذهبي في عرفة:
" لا يعرف، والخبر باطل ". يعني هذا، وأقره الحافظ.
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "(٣/١٩٦ - ١٩٧) من حديث أبي موسى وأنس وابن عباس وقال:
" هذه الأحاديث لا أصل لها ".
ثم بين عللها، وحديث أنس عنده من الطريق الثالثة الضعيفة جدا، فتعقبه السيوطي في " اللآلي "(٢/٣٩٣) بالطريقين الأوليين، وليس ذلك بشيء، فإن الثاني منهما فيه ثلاثة مجاهيل، ولذلك أبطله أبو حاتم واستنكره الذهبي كما تقدم. وبحديث دارم الذي ذكرته قبل هذا. وقد قال فيه الذهبي:
" ليس بصحيح " كما سبق.
وبالجملة فالحديث لا يخرج بهذه الطرق عن الضعيف، ولا سيما وقد أبطله الأئمة النقاد كأبي حاتم والذهبي والعسقلاني، فلا قيمة لقعقعة السيوطي ومحاولته لتقويته. وكأنه اغتر به الدكتور القلعجي المعلق على " ضعفاء العقيلي " فقد جعل لأحاديثه فهرسين أحدهما في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت فيه، فأورد هذا الحديث فيه (ص ٥٠٥) آخر المجلد الرابع، وقد أورد فيه أحاديث أخرى ضعيفة أيضا، لعلنا نتعرض لبيانها حين تأتي المناسبة.
وأما الفهرس الآخر فهو شر من الأول بكثير، فهو كما قال:" فهرس أبجدي للأحاديث الضعيفة والمنكرة والتي لا أصل لها والغير (كذا) محفوظة ".
فإنه أورد فيه بجهل بالغ نادر كثيرا جدا من الأحاديث الصحيحة وبعضها في