ساقها أبو يعلى في "مسند أبي برزة الأسلمي"، فإذن يمكن أن يعتبر هذا اضطراباً آخر من عبد الله بن مولة فإن السند إليه بهذا صحيح أيضاً، فكما اضطرب في متن الحديث كما تقدم، فكذلك اضطرب في إسناده أيضاً، فمرة قال:"بريدة الأسلمي"، ومرة قال:"أبو برزة الأسلمي"!
بل إنه اضطرب في متنه على وجه آخر؛ فإنه لم يذكر القرن الرابع، بل شك في القرن الثالث، فقال كما قال إسماعيل ابن علية في روايته المتقدمة:"ولا أدري أذكر الثالث أم لا؟ ".
فهذا مما يؤكد ضعف الحديث وضعف رواية عبد الله بن مولة، وخطأ من صحح حديثه هذا؛ كما يأتي بيانه فيما يلي:
ثانياً: قال ابن حبان عقب الحديث:
"هذه اللفظة: "ثم الذين يلونهم" في الرابعة، تفرد بها حماد بن سلمة وهو ثقة مأمون، وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات..".
قلت: لا شأن لحماد في هذه الزيادة، كما لا شأن له بالزيادة الأخرى:"ثم الذين يلونهم" في الخامسة، كما تقدم في الرواية الأخرى عند أحمد، فتنبه، وإنما هو اضطراب من عبد الله بن مولة كما تقدم.
على أنه يمكن أن ينسب إلى حماد نفسه شيء من هذا الاختلاف؛ فإني وجدت الطحاوي قد روى الحديث في "مشكل الآثار"(٣/ ١٧٧) من طريق عفان عنه بإسناده، لم يذكر القرن الرابع مطلقاً، وفي حماد كلام يسير في حفظه إلا في روايته عن ثابت - كما تقدم -، فقد يكون منه بعض هذا الاختلاف، إلا؛ فهو من عفان أو من دونه، وهذا مما أستبعده. والله أعلم.