ثالثاً: قد عرفت مما تقدم أن عبد الله بن مولة مجهول، وأنه علة هذا الحديث، ولم يتنبه لهذا المعلق على "مسند أبي يعلى"، فقال:
"إسناده صحيح"!
وركن في ذلك إلى قول الذهبي في ابن مولة في "الكاشف":
"صدوق".
وقول الحافظ في "التقريب":
"مقبول".
وليس يخفى على أحد أنه لا حجة له في شيء من ذلك، أما قول الحافظ، فظاهر لكل من يعرف اصطلاح الحافظ في هذه اللفظة:"مقبول"، فإنه يعني أنه مقبول عند المتابعة، وإلا؛ فلين الحديث، وعليه؛ فالحديث لين؛ لأنه لا متابع له أولاً، ثم هو قد اضطرب في إسناده ومتنه ثانياً كما سبق بيانه، فأنى لحديثه الصحة؟!
وأما قول صاحب "الكاشف" فيه: "صدوق"؛ فهو في الحقيقة يكشف عن وهم لا وجه له أهل العلم، ومنهم الذهبي نفسه؛ فقد صرح - كما تقدم - بأنه ما روى عنه سوى أبي نضرة، فلعل الوهم من بعض الناسخين؛ فإن المعروف عندي عن الذهبي أنه إنما يقولها في التابعي المستور الذي روى عنه جمع من الثقات، وهذا على الغالب، وأما مجهول العين كهذا؛ فلا.
رابعاً: ثم إن حديث داود بن يزيد الأودي المتقدم قد رأيته في "معجم الطبراني الأوسط"(٢/ ٣٤/ ٢/ ٥٦٠٦) من طريق عقبة بن مكرم قال: حدثنا يونس