وقد روى نحو هذا الذي قاله أبو حاتم ابن جرير الطبري في "تفسيره" تحت حديث آخر ضعفه ابن كثير به، سيأتي تخريجه برقم (٦٥٥٠) .
قلت: وقد روي موقوفاً، فقال الحاكم في "المستدرك"(٤/ ٤٨٦) : أخبرنا أبو عبد الله الصفار: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة: حدثنا الحسن بن الوليد: حدثنا سفيان، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
"يأتي على الناس زمان يغبط فيه الرجل لخفة حاله، كما يغبط الرجل اليوم بالمال والولد".
قال: فقال له رجل: أي المال يومئذ خير؟ قال:"سلاح صالح، وفرس صالح، يزول معه أينما زال". وقال:
"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"! وكذا قال الذهبي في "تلخيصه"!
وفيه نظر، بل هو إسناد ضعيف مظلم، وبيان ذلك من وجوه:
الأول: أن أبا الزعراء اثنان؛ متقدم، واسمه عبد الله بن هاني الكندي الأسدي، أبو الزعراء الكبير، له رواية عند الترمذي وغيره، عن ابن مسعود وهو صدوق؛ كما قال أبو حاتم.
وأما المتأخر فاسمه: عمرو بن عمرو، ويقال: ابن عامر بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الزعراء الكوفي الأصغر، وهو مجهول لا يعرف، وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" هو والذي قبله، على أنه قد ذكرهما في الطبقة الثالثة، مشيراً بذلك إلى انقطاعه، وقد ذكروا في ترجمته أنه لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة ابن كهيل.