لكن الحديث هنا من رواية سفيان، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، وهذا مما لا يعرف؛ لأنه على ذلك يكون الراوي عنه إنما هو عمرو بن عمرو المتأخر طبقة؛ فقد ذكروهما في الرواة عن أبي الزعراء المتأخر طبقة، وقد قال الحافظ المزي (١٦/ ٢٤٢) :
"وأما أبو الزعراء الأكبر هذا؛ فلا تعرف له رواية إلا عن ابن مسعود وعمر بن الخطاب، ولا يعرف له راو؛ إلا سلمة بن كهيل، ولم يدركه سفيان بن عيينة، ولا أحد من أقرانه".
قلت: ولعل العلة في هذا الخلط من الآتي ذكره، وهو:
الوجه الثاني:(محمد بن إبراهيم بن أرومة) ؛ فقد جهدت في البحث عن ترجمة له، دون الوقوف عليها، مع أنهم قد ترجموا لأبيه (إبراهيم بن أرومة) ، وهو الأصبهاني الحافظ، كما ترجموا للراوي عنه شيخ الحاكم (أبي عبد الله الصفار) ، انظر "تاريخ الإسلام"(٢٥/ ١٧٩) ، و "تذكرة الحفاظ"(٢/ ٦٢٨) .
ثم إن (الحسن بن الوليد) ، كذا وقع في "المستدرك"، وله ترجمة قصيرة في "أخبار أصبهان" لم أتمكن منها من الحكم عليه بأنه هو؛ بينما جاء في "تهذيب الكمال"(٦/ ٤٩٥-٤٩٦) :
الحسين بن الوليد القرشي مولاهم، أبو علي، ويقال: أبو عبد الله الفقيه النيسابوري. ثم ذكر في شيوخه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.
ومن هذا التحقيق يتبين أن العلامة (سراج الدين) المعروف بـ (ابن الملقن) ؛ إنما لم يورد هذا الحديث في كتابه "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم" لأنه لم يضعه هو ليستدرك على المختصر كما هو صريح عنوان الكتاب.