قلت: وإني لأخشى أن يكون قد وهم في إسناد هذا الحديث؛ فقد خولف فيه؛ فقال الحسن بن عرفة في "جزئه"(رقم٩٤-منسوختي) ، وعنه ابن أبي داود في "البعث"(رقم٤٤) ، والعسكري في "التصحيفات"(١/ ٣١٦) ، ورزق الله التميمي في "جزئه"(١٥٤/ ١) : حدثني عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن نعمان بن قراد، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.
ومن طريق ابن حرب أخرجه المخلص أيضاً.
وعبد السلام ثقة حافظ محتج به في "الصحيحين".
وقال الإمام أحمد (٢/ ٧٥) : حدثنا معمر بن سليمان الرقي أبو عبد الله: حدثنا زياد ابن خيثمة، عن علي بن النعمان بن قراد، عن رجل، عن عبد الله بن عمر به.
وهكذا رواه ابن أبي عاصم في "السنة"(٧٩١-بتحقيقي) .
وبالجملة؛ فالحديث لم يطمئن القلب لصحته؛ لاضطراب الرواة في إسناده على زياد بن خيثمة، على هذه الوجوه الثلاثة، والوجهان الأخيران أرجح عندي؛ لأن راوي الأول منهما أوثق من راوي الوجه الأول منها. وكذلك راوي الوجه الثالث ثقة؛ وهو معمر بن سليمان الرقي، وقد اختلف هذان الثقتان أيضاً؛ فقال الأول منهما:"زياد بن خيثمة عن نعمان بن قراد عن عبد الله بن عمر". وخالفه الآخر، فقال:"علي بن النعمان بن قراد" بدل: نعمان بن قراد. ثم أدخل بينه وبين ابن عمر رجلاً لم يسمه. وقد رجح العلامة أحمد شاكر ثبوت كل من الوجهين، وأطال الكلام في ذلك، فإن صح ذلك فالعلة عندي جهالة النعمان هذا؛ فقد قال ابن أبي حاتم (٤/ ١/ ٤٤٦) :
"النعمان بن قراد، ويقال: علي بن النعمان بن قراد، روى عن ابن عمر،