"لا يصح أيضاً، وبه جزم ابن كثير، قال: وكذا كل حديث ورد فيه تحديد وقت يوم القيامة على التعيين؛ لا يثبت إسناده".
قلت: ومن ذلك ما روى ابن قتيبة في "غريب الحديث"(١/ ١١٤-١١٥) ، والديلمي (٢/ ١٤٩) ، وكذا الطبراني، وأبو نعيم في "المعرفة"، وأبو علي ابن السكن كما في "الفتاوى الحديثية"(ق٩٣/ ١) للحافظ السخاوي من طريق سليمان بن عطاء القرشي الحراني، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي، عن ابن زمل مرفوعاً؛ قال في حديث طويل:
"النيا سبعة آلاف سنة، بعثت - أو قال: أنبأنا - في آخرها ألفاً".
قال السخاوي:
"ولكن ابن عطاء هذا منكر الحديث، بل قال ابن حبان: إنه يروي الموضوعات. وقال: ابن زمل لا أعتمد على إسناد خبره هذا. مع أنه أثبت صحبته! وقال ابن السكن: إسناده ضعيف. وأما الذهبي؛ فإنه ذكر ابن زمل في "الميزان"، وقال: إنه لا يكاد يعرف، وليس بمعتمد. وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في (الموضوعات) ".
قلت: وفي قوله: إن ابن حبان أثبت صحبة ابن زمل نظر؛ فقد نقل الحافظ ابن حجر في "اللسان" عنه أنه قال في "الثقات":
"يقال: له صحبة".
فهذا إلى نفي الصحبة عنه أقرب من إثباتها له كما لا يخفى. ولعل السخاوي لم يتنبه لقوله:"يقال"، فوقع في الإشكال.