ثم وجدت الحافظ نفسه في "الإصابة" عن ابن حبان أنه قال:
"عبد الله بن زمل له صحبة، لكن لا أعتمد على إسناد خبره". فالظاهر أن ابن حبان هو نفسه متردد فيه، فتارة يجزم بصحبته، وتارة يشك فيها. والله أعلم.
وفي اسم ابن زمل ثلاثة أقوال ذكرها الحافظ في "الإصابة"، وقال:
"الصواب منها أنه عبد الله".
قلت: وابن الجوزي إنما أورد الحديث في "الموضوعات" من طريق العلاء عن أنس، فتعقبه السيوطي في "اللآلي"(٢/ ٤٤٣) بطريق ابن زمل هذه، واقتصر على تضعيفها، وهي شر من ذلك؛ كما سلف بيانه من كلام الحافظ السخاوي، وبطريق أخرى نقلها من "تاريخ ابن عساكر" من طريق شقيق بن إبراهيم الزاهد، عن أبي هاشم الأبلي، عن أنس مرفوعاً بلفظ:
"عمر الدنيا سبعة آلاف سنة"، وقال:
"وأبو هاشم ضعيف".
وهذا فيه تساهل لا يخفى على أهل العلم؛ فإن أبا هاشم هذا - واسمه كثير ابن عبد الله - قد قال فيه البخاري:
"منكر الحديث"، وقال النسائي:
"متروك الحديث".
وهذا معناه أنه شديد الضعف، وعند البخاري في منتهى الضعف كما هو معلوم من أسلوبه، فمثل هذه الشواهد الشديدة الضعف لا ينقذ الحديث من الوضع.