ثم استشهد السيوطي بحديث أبي هريرة، أخرجه الحكيم الترمذي من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد عنه. وقال:
"وليث لين".
قلت: وليث كان اختلط، ومع ذلك فما أظن السند إليه يصح.
ثم ساق بعض الآثار الموقوفة عن ابن عباس وبعض التابعين، وصححه عن ابن عباس، وفي الاستدلال به على صحة الحديث نظر؛ لأنه موقوف، ومن المحتمل أن يكون ابن عباس تلقاه من بعض مسلمة أهل الكتاب، بل هذا هو الظاهر من بعض الطرق عنه؛ فروى الحافظ ابن منده: يحيى في "جزء من الأمالي"(ق٢٥٥/ ٢) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي بكر، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال:
"قالت [يهود] : إنما الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس يوم القيامة بكل ألف سنة يوم من أيام الدنيا يوماً واحداً، وإنما هي سبعة أيام! فأنزل الله (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) ، فأخبر الله تعالى أن الثواب في الخير والشر معهم أبداً". وقال:
"رواه أبو كريب عن يونس، ولم يذكر فيه: "فأخبرهم الله ... "، ورواه إبراهيم ابن سعد وغيره عن محمد بن إسحاق نحوه".
قلت: وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(١٤١٠) : حدثنا أبو كريب به؛ إلا أنه قال:"حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت" بدل "محمد ابن أبي بكر".
وكذلك رواه (١٤١١) من طريق سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني