إسحاق وحده، ولازمه أنه مجهول، وهذا ما صرح به الإمام ابن المديني، كما صرح بذلك الذهبي نفسه وغيره. وقال الشافعي:
"لا يعرف، وأهل العلم بالحديث لا يثبتون حديثه لجهالة حاله"؛ كما في "التهذيب"، فلا ينفعه بعد ذلك قول النسائي فيه:
"ليس به بأس"، وبالأولى أن لا ينفعه ذكر ابن حبان إياه في "الثقات"؛ لاشتهاره بتساهله في التوثيق، ولذلك لم يسع الحافظ في "التقريب" إلا أن يقول فيه:
"مستور"! وكأنه غفل عن هذا فقال في ترجمة (المحسن) من "الإصابة" - بعد ما عزاه لأحمد -:
"إسناده صحيح"! واغتر به محقق "تحفة المودود"(١٣٢) ، فسكت عليه!!
وأيضاً فأبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس مختلط وقد عنعنه، فأنى للحديث الصحة؟!
وله طريق أخرى عند الطبراني (٢٧٧٧) عن يحيى بن عيسى الرملي التميمي: أخبرنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي:
كنت رجلاً أحب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حرباً، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حرباً، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسين، وقال - صلى الله عليه وسلم -:
"إني سميت ابني هذين باسم ابني هارون: شبراً وشبيراً".
قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ سالم بن أبي الجعد عن علي مرسل؛ كما قال أبو زرعة.