في "الخامس من الحكايات المنثورة"(١١٣/ ١) عن محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص (كذا قال الحاكم، وقال الآخرون: إسماعيل الأنصاري) ، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه - قال:
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! أوصني وأوجز، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي على ما في نسختنا من "تلخيصه". وأما المناوي فقال - تعليقاً على قول السيوطي:"رواه الحاكم عن سعد" -:
"ظاهر صنيع المصنف أنه سعد بن أبي وقاص؛ فإنه المراد عندهم إذا أطلق، لكن ذكر أبو نعيم أنه سعد أبو محمد الأنصاري غير منسوب، وذكر ابن منده أنه سعد بن عمارة، قال الحاكم: "صحيح"، وتعقبه الذهبي بأن فيه محمد بن سعد المذكور؛ وهو مضعف. وقال السخاوي: فيه أيضاً محمد بن حميد؛ مجمع على ضعفه".
قلت: وفيما نقله عن الذهبي من تضعيف محمد بن سعد؛ فيه نظر من وجهين:
الأول: أنه إن كان يعني محمد بن سعد بن أبي وقاص؛ فإنه لم يرد له ذكر في كلام المناوي؛ إلا أن يعني المذكور في إسناد الحديث، وحينئذ؛ فهو وهم فاحش؛ لأن محمد بن سعد بن أبي وقاص ثقة من رجال الشيخين، فيبعد أن يعنيه الذهبي.
والآخر: إن كان يعني محمد بن سعد أبي محمد الأنصاري، أو محمد بن سعد بن عمارة، فإني لم أعرفهما، وليس في الرواة محمد بن سعد بن عمارة، وفيهم غير واحد: محمد بن سعد الأنصاري، فلم يتميز عندي. وفي "الإصابة":