"وصله البزار، والدارقطني في "الأفراد"، والطبراني في "الكبير" من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حبيب. وقال الدارقطني:
"تفرد به حبيب، وتفرد به أبو بكر عنه".
قلت: قد تابع أبا بكر سفيان الثوري؛ لكنه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة عنه، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري كذلك".
قلت: ومعنى كلامه هذا؛ أن المرسل هو الصواب؛ لأن سفيان الثوري أوثق من أبي بكر بن علي، بل لا نسبة بينهما في ذلك؛ فإن الثوري إمام حافظ جبل، وأبو بكر هذا لم يوثقه أحد، ولذلك قال الحافظ في "التقريب":
"مقبول".
فمثله تقبل روايته عند المتابعة، وأما إذا خالف - كما هنا - فهي مردودة، ومنه يتضح للباحث أن قول الهيثمي في "المجمع"(٧/ ٩) :
"رواه البزار، وإسناده جيد".
أنه غير جيد، لا سيما وفي متنه زيادات لم ترد في الطريق الصحيحة عن ابن عباس، وهو عند البخاري (٨/ ٢٠٨) من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) قال: قال ابن عباس:
"كان رجل في غنيمة له، فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه، وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك إلى قوله:(عرض الحياة الدنيا) ، تلك الغنيمة، قال: قرأ ابن عباس: (السلام) ".