وأخرجه الترمذي (٤/ ٩٠) ، وحسنه، والحاكم (٢/ ٢٣٥) ، وأحمد (١/ ٢٢٩ و ٢٧٢) من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس به، وزاد: أن الرجل من بني سليم، وأنهم قالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم، فعمدوا إليه فقتلوه. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.
قلت: وفيه نظر؛ لأن سماك بن حرب وإن كان ثقة ومن رجال مسلم؛ إلا أن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن؛ كما قال الحافظ في "التقريب".
وفي نزول الآية حديث آخر أتم، يرويه القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال:
بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى (إضم) ، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي، ومحلم بن جثامة بن قيس، فخرجنا، حتى إذا كنا ببطن (إضم) مر بنا عامر الأشجعي على قعود له، [معه] متيع ووطب من لبن، فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة، فقتله بشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيعه، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن:(ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ... ) إلخ الآية.
أخرجه أحمد (٦/ ١١) من طريق ابن إسحاق: حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع ...
قلت: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير القعقاع هذا، له ترجمة في "التعجيل" يتخلص منها أنه اختلف في صحبته، وقد أثبتها له البخاري، ونفاها