قلت: لكنه لم يتفرد به؛ فقال أبو يعلى في "المسند"(١/ ٣٤٨/ ٤٤٧) : حدثنا أبو هاشم الرفاعي: حدثنا محمد بن فضيل: حدثنا الأجلح به؛ إلا أنه قال:
"خمس سنين، أو سبع سنين".
وتابعه شعيب بن صفوان، عن الأجلح بلفظ:
"سبع سنين" بدون شك.
أخرجه الحاكم (٣/ ١١٢) ساكتاً عنه.
وشعيب بن صفوان؛ قال الحافظ:
"مقبول" ورمز له أنه من رجال مسلم، فالحديث محفوظ عن الأجلح، وهو صدوق شيعي عند الحافظ، وقال الذهبي في "المغني":
"شيعي لا بأس بحديثه، ولينه بعضهم، وقال الجوزجاني: الأجلح تغير".
قلت: فهو علة هذا المتن، أو حبة بن جوين؛ فإنه كان غالياً في التشيع مع كونه صدوقاً له أغلاط كما قال الحافظ. وقال الذهبي في "المغني" أيضاً:
"من الغلاة، حدث أن علياً كان معه بـ (صفين) ثلاثون (في "الميزان": ثمانون) بدرياً، قال السعدي: غير ثقة".
وقد أبطل الذهبي الحديث من حيث متنه متعقباً سكوت الحاكم عليه، فقال:
"قلت: وهذا باطل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أول ما أوحي إليه - آمن به حديجة، وأبو بكر، وبلال، وزيد؛ مع علي؛ قبله بساعات، أو بعده بساعات، وعبد وا الله مع نبيه، فأين السبع سنين؟! ولعل السمع أخطأ، فيكون أمير المؤمنين قال "عبد ت الله ولي سبع سنين" ولم يضبط الراوي ما سمع. ثم حبة شيعي جبل!