قلت: ثم هو إلى ذلك مدلس، وضعفه بذلك غير ما واحد من المتقدمين والمتأخرين، فيخشى أن يكون تلقاه عن بعض الضعفاء ثم دلسه؛ فإن الحديث رواه إسرائيل أيضاً، عن جابر، عن عامر به.
أخرجه أبو الحسن بن سلمة القطان في "زوائده على ابن ماجه"(١/ ٣٩٢) ، والطحاوي في "مشكل الآثار"(٢/ ٢٠٩) ، وأحمد (٣/ ٤٢٢) .
وتابعه شيبان، عن جابر به.
أخرجه القطان، والطحاوي.
وتابعهما شريك، عن جابر به.
أخرجه الطحاوي.
فرجع الحديث إلى أنه من رواية جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وهو ضعيف، بل كذبه بعضهم، ورماه آخرون بالتدليس، وبه أعله الطحاوي فقال:
"وما لم يذكر فيه سماعه ممن يحدث به عنه، أو ما يدل على ذلك فليس بالقوي عند من يميل إليه، فكيف عند من ينحرف عنه".
ثم روى بسنده الصحيح عن سفيان الثوري قال:
"كل ما قال لك فيه جابر: "سمعت" أو "حدثني" أو "أخبرني" فاشدد به يديك، وما كان سوى ذلك ففيه ما فيه".
نعم؛ قد روي الحديث من طريق أخرى؛ عن شريك، عن مغيرة، عن عامر قال:
"شهد عياض الأشعري عيداً بالأنبار، فقال: ما لي لا أراكم تقلسون كما كان يقلس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".