"ففي هذا الحديث رد الشعبي إياه إلى عياض الأشعري، وعياض هذا رجل من التابعين، فعاد الحديث به إلى أن صار منقطعاً، وكان أولى مما رواه جابر عن الشعبي؛ لأن مغيرة عن الشعبي أثبت من جابر عن الشعبي".
وبمثله أعله أبو حاتم الرازي أيضاً؛ فقال ابنه في "العلل"(١/ ٢٠٩) :
"سألت أبي عن حديث عامر، عن قيس بن سعد ... أي شيء معناه؟ بعضهم يقول هذا: عن عامر، عن عياض الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أيهما أصح، وما معنى الحديث؟ فأجاب أبي؛ فقال:
معنى التقليس: أن الحبش كانوا يلعبون يوم الفطر بعد الصلاة بالحراب.
واختلفت الرواية عن الشعبي في عياض الأشعري، وقيس بن سعد، رواه جابر الجعفي، عن الشعبي، عن قيس بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه آخر ثقة - نسيت اسمه -، عن الشعبي، عن عياض، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعياض الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، ليست له صحبة".
قلت: والراوي الثقة الذي نسي أبو حاتم اسمه، إنما هو شريك كما تقدم - وهو ابن عبد الله القاضي -، وهو ثقة فعلاً، إلا أنه سيىء الحفظ معروف بذلك، فهي علة أخرى في الحديث علاوة على الإرسال، على أن الحافظ قد جزم في "التقريب" بأن عياضاً هذا صحابي، ولم يذكر له مستنداً يعتد به، اللهم إلا قوله:
"جاء عنه حديث يقتضي التصريح بصحبته، ذكره البغوي في "معجمه"، وفي إسناده لين".
وليس يخفى أن لا يثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد واللين. والله أعلم.