الحادي: حدثنا أبو هلال: حدثنا جابر أبو الوازع، عن أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعاً. وقال:
"لا يروى عن أبي موسى؛ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمر".
قلت: وهو إسناد ضعيف؛ لأن عمر بن موسى الحادي - بمهملتين - قال الذهبي في "المغني في الضعفاء":
"هو عم الكديمي، قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث".
وأبو هلال؛ هو محمد بن سليم الراسبي؛ صدوق فيه لين.
وأبو الوازع؛ هو جابر بن عمرو الراسبي؛ صدوق يهم.
قلت: وأما قول المنذري في "الترغيب"(٢/ ٢٣١) عقب الحديث:
"وفي رواية: "ما صدقة - أفضل من ذكر الله". رواهما الطبراني، ورواتهما حديثهم حسن".
فأقول: فيه مؤاخذتان:
الأولى: أنه أوهم أن الرواية الأخرى هي من حديث أبي موسى أيضاً، وليس كذلك، بل هي من حديث ابن عباس، كما صرح بذلك الهيثمي في "مجمع الزوائد"(١٠/ ٧٤) .
والأخرى: قوله: "ورواتهما حديثهم حسن". فليس مسلماً على إطلاقه؛ لما عرفت من ضعف الحادي - أحد رواته - وأنه يسرق الحديث، نعم قد ذكره ابن حبان في "ثقاته"، ولكنه - مع تساهله في التوثيق - قد قال فيه:"إنما أخطأ". فمثله مما لا يعتد به مع جرح ابن عدي إياه بسرقة الحديث. وقد ضعفه ابن نقطة أيضاً بقوله: