قلت: يا رسول الله! إن نزل بنا أمر ليس فيه بيان: أمر ولا نهي؛ فما تأمرنا؟ قال:
"تشاورون الفقهاء والعابدين، ولا تمضوا فيه رأي خاصة". وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الوليد بن صالح إلا نوح".
قلت: الوليد مجهول؛ لم يرو عنه سوى نوح بن قيس.
ومع ذلك؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(٥/ ٤٩١ و ٧/ ٥٥١) !
وهو مما يستدرك على الحافظ ابن حجر؛ فإنه لم يورده في "لسان الميزان" خلافاً لعادته الغالبة! ولما أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"؛ قال (١/ ١٧٩) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله موثقون من أهل (الصحيح) "!
قلت: وفيه نظر من وجهين:
الأول: أن الوليد بن صالح؛ توهم الهيثمي أنه الوليد بن صالح النخاس الضبي أبو محمد الجزري، وهو ثقة من رجال الشيخين! وليس به؛ وإنما هو الوليد ابن صالح الذي روى عنه نوح بن قيس؛ كما ذكر ذلك ابن حبان نفسه في "الثقات" كما تقدم؛ وكذلك فعل قبله الإمام البخاري في "التاريخ"، وابن أبي حاتم في "الجرح".
والآخر: أنه مجهول لا يعرف؛ كما تقدم. وتوثيق ابن حبان إياه مما لا يعتد به في مثل الوليد بن صالح هذا.
وقد اغتر بكلام الهيثمي هذا: الدكتور عبد المجيد السوسوه الشرفي في كتابه "الاجتهاد الجماعي في التشريع الإسلامي"(ص ٥٠) ؛ فإنه نقله وسكت عليه!