قلت: ومنه يتبين لنا خطأ الهيثمي من جهة، وخطأ الدكتور عبد المجيد الشرفي عليه من جهة أخرى.
أما الأول: ففي عزوه الحديث للبزار؛ فإنه ليس فيه هذه الجملة:
"عليكم بالسواد الأعظم" ولا ما بعدها؛ على ما يأتي؛ فإن لفظ الحديث من رواية المولى المذكور:
"من لم يشكر القليل؛ لم يشكر الكثير ... " الحديث، وفيه:
"والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب". قال:
فقال أبو أمامة الباهلي:
عليكم بالسواد الأعظم. قال: فقال رجل: ما السواد الأعظم؟ فنادى أبو أمامة: هذه الآية التي في سورة النور (فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم) .
فهذه الزيادة كلها ليست عند البزار، ولا أظنها كذلك عند الطبراني؛ فإن (مسند (١) النعمان بن بشير) لم يطبع منه بعد!
وإذ قد عزاه للبزار - وهو عنده بهذا الاختصار "البحر الزخار"(٨/ ٢٢٦/ ٣٢٨٢) -؛ فقد كان الأولى أن يعزوه للإمام أحمد أيضاً؛ فإنه رواه في "المسند" في المكانين المشار إليهما عند ابنه عبد الله!
ومن المفارقات العجيبة، والموافقات الغريبة: أن الحافظ المنذري في
(١) في أصل الشيخ - رحمه الله -: " معجم ". (الناشر)