ولكنه عند العقيلي (٤٣٥) من طريق خالد بن أبي زيد القرني - وهو صدوق، وهو المزرفي: حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر قال: حدثني أبو الجارود به.
قلت: فهذا علة أخرى في الحديث، وهي الاضطراب في سنده، واسم راويه، وتصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن حميد في الرواة عنه لا يكفي، لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة المختلفة، فإن ثبت أنه هو، ازداد الحديث وهنا على وهن، لأنه متهم بالكذب والوضع.
وروي الشطر الأول من الحديث عن عطاء مرسلا بلفظ:
" أكرموا قريشا، فإن....... ". وسيأتي إن شاء الله تعالى.
لكن قوله: اللهم إنك أذقت ... ، حسن، فقد أخرجه الترمذي (٤ / ٣٧١) وأحمد (رقم ٢١٧٠) والعقيلي (١٩٥) ومحمد بن عاصم الثقفي في " حديثه "(٢ / ٢) والضياء في " المختارة "(٢٢٩ / ١) وكذا المخلص في " الفوائد المنتقاة "(٨ / ٦ / ١) من طريق الأعمش عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلت: ورجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين، وفي طارق كلام لا يضر.
بل هو صحيح فقد وجدت له شاهدا آخر من حديث ابن عمر أخرجه القضاعي (١٢٠ / ٢) من طريق أبي سعيد بن الأعرابي قال: أنبأنا محمد بن غالب قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عنه مرفوعا به.
قلت: هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير محمد بن غالب وهو تمتام حافظ مكثر وثقه الدارقطني.