"قلت: أوهى ما أتى به: حديث أحمد بن الأزهر - وهو ثقة -: أن عبد الرزاق حدثه - خلوة من حفظه -: أنبأنا معمر ... (قلت: فساق الحديث، وقال) .
قلت: ومع كونه ليس بصحيح؛ فمعناه صحيح؛ سوى آخره، ففي النفس منها! وما اكتفى بها حتى زاد:
"وحبيبك حبيب الله، وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك".
فالويل لمن أبغضه؛ هذا لا ريب فيه، بل الويل لمن يغض منه، أو غض من رتبته، ولم يحبه كحب نظرائه من أهل الشورى، رضي الله عنهم أجمعين".
والحديث؛ أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص ٦١) ، ونقل كلام الخطيب المتقدم، ثم قال:
"وقد أورده ابن الجوزي في "الواهيات"، وقال: إنه موضوع، ومعناه صحيح، قال: فالويل لمن تكلف وضعه؛ إذ لا فائدة في ذلك".
وكذا في "تنزيه الشريعة" لابن عراق (١/ ٣٩٨) .
(تنبيه) : أورد الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص ١٧٥) من رواية الحاكم؛ وقال:
"وصححه على شرط الشيخين"!!
ولم ينقل - كعادته - رد الذهبي عليه، وإنما نقل المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم، وفي آخرها قول ابن الأزهر:
"فحدثني (عبد الرزاق) - والله - بهذا الحديث لفظاً، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه"!
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute