للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"وعن سعد أيضاً قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغ غدير (خم) ؛ وقف للناس ... ".

قلت: فذكر الحديث؛ وهو صحيح المتن ضعيف السند؛ لأن فيه راوياً فيه جهالة. ومع ذلك فقد وقع في سياقه ما يدل على ضعف راويه، وهو قوله في أوله:

كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطريق مكة وهو متوجه إليها، فلما بلغ ... الحديث (١) .

هكذا نصه عند مخرجه النسائي الذي عزاه الشيعي إليه. ومع ذلك؛ حذف منه قوله:

بطريق مكة وهو متوجه إليها! دون أن ينبه على ذلك؛ لأنه لو فعل خشي أن يتسرب إلى بعض القراء الشك في صحة أصل الحديث! ولكنه لجهله بهذا العلم؛ لا يستطيع أن يدفع الشك المشار إليه بمثل أن يقال: أصل الحديث صحيح!

وأما قوله: وهو متوجه إليها ... فهو خطأ من بعض رواته؛ لأن الطرق الأخرى في حديث زيد وغيره متفقة على أن ذلك كان مرجعه من حجة الوداع. وقد ذكر الشيعي نفسه بعض الروايات في ذلك (ص ١٨٨،١٨٩) .

وبهذا يتبين أنه قد صدق في الشيعي المثل السائر: (رمتني بدائها وانسلت) !!

واعلم أن من الاستغلال الذي أشرت إليه فيما سبق: أن حديث الغدير؛ أورده الشيعي (١٩٠) من رواية الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب من طريقين - كذا قال -، فذكره، وزاد - بعد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وعاد من عاداه" -:

قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب! أصبحت


(١) عزاه الشيعي لـ " خصائص النسائي ".وقد رواه ابن عساكر أيضاً (١٢/١٥٥/١ - ٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>