وعلى كل حال؛ فليس الشاهد فيها؛ وإنما في الرواية السنية الآتية:
الثانية: قال:
"ويشهد لها ما أخرجه الإمام أحمد في آخر (ص ١١٩) من الجزء الأول من "مسنده"؛ حيث قال: فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا؛ فأصابتهم دعوته"!!
فأقول: والجواب من وجوه:
الأول: أن عزوها للإمام أحمد خطأ؛ سببه الجهل بكتب السنة؛ فإن الشيعي يظن أن كل ما في "مسند أحمد" هو من روايته، وليس الأمر كذلك عند أهل العلم، وليس هذا مجال بسط ذلك؛ وإنما هي من رواية ابنه عبد الله عن غير أبيه؛ فقد قال عبد الله في "مسند أبيه" - في المكان الذي أشار إليه الشيعي -: حدثنا أحمد ابن عمر الوكيعي: حدثنا زيد بن الحباب: حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار العنسي: حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العنسي قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني:
أنه شهد علياً رضي الله عنه في الرحبة قال: أنشد الله ...
قلت: فذكر ما أشرنا إليه آنفاً؛ وزاد في آخره:
"وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقام (كذا) إلا ثلاثة لم يقوموا؛ فدعا عليهم؛ فأصابتهم دعوته"!
الثاني: أن الاحتجاج بهذه الزيادة التي في آخر هذه الرواية؛ إنما يجوز إذا كان إسنادها ثابتاً؛ وهيهات هيهات؛ فإن فيه - كما رأيت - الوليد بن عقبة بن نزار العنسي؛ وهو مجهول كما قال الحافظ. وقال الذهبي: