قلت: وإن مما يؤكد وضع الحديث؛ مخالفته لحديث عروة المذكور عن عائشة؛ فإن عروة وهو - ابن الزبير - من كبار التابعين وثقاتهم، وقد رواه عنه جمع من الثقات في "مسند الإمام أحمد"(٦/ ١٢١،٢٠٠،٢٧٠،٢٧٤) ، و "صحيح البخاري"(٨/ ١٠٥-١١٠) ، و "مسلم"(٧/ ١٣٧-١٣٨) .
وتابعه عندهما جماعة من الثقات عن عائشة رضي الله عنها، وكذلك في "المسند"(٦/ ٣٢،٤٨،٦٤،٧٤،٧٧،٢٣١،٢٧٤) ، و "ابن سعد"(٢/ ٢٦١،٢٦٢) . فهو حديث مشهور عن عائشة رضي الله عنها؛ إن لم يكن متواتراً.
ولذلك جزم به إبراهيم النخعي فقال: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يوص، وقبض وهو مستند إلى صدر عائشة.
رواه ابن سعد بإسناد رجاله ثقات؛ غير عبد الرحمن بن جريس؛ ترجمه ابن أبي حاتم (٢/ ٢/ ٢٢١) ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
فمثل هذا الحديث المشهور عن عائشة يبعد جداً أن يخفى على ابن عباس رضي الله عنه! فنفيه عن عائشة وإثباته لعلي رضي الله عنه؛ إنما هو من صنع الكذابين من الشيعة أو من يساندهم.
ونحوه ما رواه الواقدي أيضاً: أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي حازم عن جابر بن عبد الله الأنصاري:
أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال - ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين -: