ما كان آخر ما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمر: سل علياً. قال: أين هو؟ قال: هو هنا. فسأله، فقال علي: أسندته إلى صدري، فوضع رأسه على منكبي، فقال:
"الصلاة الصلاة". فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا، وعليه يبعثون. قال: فمن غسله يا أمير المؤمنين؟! قال: سل علياً. قال: فسأله؟ فقال: كنت أنا أغسله، وكان عباس جالساً، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء.
أخرجه ابن سعد.
قلت: وهذا موضوع أيضاً؛ والآفة الواقدي، أو الشيخ شيخه حرام بن عثمان؛ فقد قال الإمام الشافعي وغيره:
"الرواية عن حرام حرام"! وقال الحافظ:
"وفي سنده الواقدي، وحرام بن عثمان؛ وهما متروكان".
ومما يؤكد وضعه، أن في رواية لعائشة في حديثها المتقدم:
فجعل يقول:
"في الرفيق الأعلى"؛ حتى قبض.
أخرجه البخاري.
نعم؛ قد روي بإسناد آخر خير من هذا عن علي قال:
كان آخر كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"الصلاة الصلاة! اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم".
وله شواهد خرجتها في "الصحيحة"(٨٦٨) من حديث أم سلمة وغيرها.